الألوهية والوحي والنبوة في المسيحية
الأصول العقائدية في المسيحية ثلاثة وهي تشكل عنوان الدين والعتقاد فيها يكاد يكون موحدا لم تختلف فرق المسيحية فيها بشكل بارزمثلما هو عند المسلمين.
![]() |
الألوهية والوحي والنبوة في المسيحية |
الأصول الثلاثة في المسيحية:
يقابل مباحث الألوهية والنبوة والوحي في المسيحية، الأقانيم الثلاثة وهي جوهر الديانة المسيحية بها تباين ديانة اليهود و الإسلام، " والأقنوم جمع أقانيم، هي كلمة يونانية، تعني الأصل أو المبدأ، وكان فلاسفة الإغريق يرجعون وجود العالم إلى أصول ثلاثة، وقد أثرت هذه الفلسفة الإغريقية في تفلسف النصرانية بعقيدة التثليث، إذ أولوا نصوص العقيدة النصرانية على نمط الفلسفة اليونانية في الأقانيم الثلاثة عندهم وهي الوجود والعلم والحياة"[1].
يعتبر الإنجيل مرجع العقائد المسيحية لنقل مصدر قانون الإيمان المسيحي. والإنجيل هو الكتاب الذي أنزل على السيد المسيح، ولفظة إنجيل تعني فكرة دينية وعقيدة معنوية، موضوعها التبشير بالسعادة الحقيقية، وهذه السعادة الحقيقية موجودة في ملكوت الله الذي سيتقرر تأسيسه في المستقبل. مع العلم أن الإنجيل الذي أنزل على السيد المسيح(ع) لم يكتب منه المسيح عليه السلام سطرا واحدا، بحيث لم يخلف بعده نصا بيده أو بإملائه المباشر سواء فيما يختص بملكوت الله أو كلامه الذي خاطب به بني إسرائيل،لأن المسيح لم يكن مكلفا بتأسيس دين جديد، ولهذا السبب فإنه لم يكن لجماعة النصارى من كتاب ملهم رسمي غير كتب اليهود المقدسة العبرانية وهي التوراة وأسفار الأنبياء، وذلك انتظارا لكلام ملكوت الله الذي بشر به المسيح (ع) أنه سيأتي بعده، ولذا كان كتابه الإنجيل أي البشارة.
وأقدم الكتب عن المسيحية هي أربعة : متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وهي عظات المسيح نقلها هؤلاء التلاميذ بعد طول عهد من فقدان ملهمهم السيد المسيح، فهذه العظات بلغها السيد المسيح مشافهة وبلغ مضمونها الحواريون الإثنا عشرة مشافهة كذلك دون أن يكتبوا من ذلك شيئا، فالعالم المسيحي حتى نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، ظل بغير كتاب مسيحي مقدس معتمد وذلك حتى انعقاد المجمع المسكوني في نيقية سنة 325 م، بل كان هناك شتات من الكتب والرسائل، وهناك في نيقية بعد طرد الموحدين تم انتخاب الكتب الأربعة باسم الإنجيل وأضيفت إليها الرسائل المعتمدة حاليا وضموها إلى الكتب الأربعة الأخرى.
يسمى الإنجيل كذلك باسم آخر وهو العهد الجديد، وهو مجموعة مؤلفة من 27 سفرا وضعت كلها باليونانية وأطلق عليها اسم العهد الجديد، وضعت في أواخر القرن الثاني للميلاد، " لقد سيطرت على المسيحيين الأوائل فكرة تناقلتها الألسن شفاها، تعلن انتهاء هذا العالم سريعا، وعودة المسيح ثانية إلى الأرض ليدين الناس، وكان من بين نتائج هذا المعتقد أن توقف التفكير في تأليف كتابات مسيحية تسجل أخبار المسيح وتعاليمه فتأخر لذلك تأليف الأناجيل، إذ لم يشرع في تأليف أقدمها. وهو إنجيل مرقس الذي لم يكن فقط من تلامذة المسيح إلا بعد بضع عشرات من السنين "[2] وكان هذا التأخر في كتابة الإنجيل يعزى إلى سبب من وصية كان يرددها السيد المسيح على حسب ما تنقل الإنجيل نفسها إذ يقول لحوارييه الإثني عشر الذين أرسلهم يبلغون عنه " إلى طريق الأمم لا تمضوا وإلى مدينة السامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... الحق أقول لكم: لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان" (متى 10: 5 - 23)
بولس الرسول والعقيدة المسيحية :
![]() |
بولس الرسول والعقيدة المسيحية |
تعتبر شخصية بولس من الشخصيات الهامة في التراث الديني العقدي المسيحي بحيث يذهب مايكل هارت إلى " أن المسيحية لم يؤسسها شخص واحد، و إنما أقامها إثنان المسيح وبولس. "[3] بل يعد بولس الرسول هو واضع تعاليم المسيح، مع العلم أنه كان الشخصية الأبرز من حيث العداء للمسيحية وللمسيح وتلامذته وكان اسمه " شاؤول "، " كان بولس أكثر وجوه المسيحية موضعا للنقاش وإذا كان قد اعتبر خائنا لفكر المسيح، كما وصفه بذلك أسرة المسيح والحواريون الذين بقوا بالقدس حول يعقوب*، فذلك لأنه كون المسيحية على حساب هؤلاء الذين جمعهم المسيح حوله لنشر تعاليمه. "[4]
يتفق العلماء عموما على أن بولس دعا إلى تعاليم تخالف تماما ما جاء به السيد المسيح يقول: " لا تظنوا أني جئت أنقض الناموس أو الأنبياء. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " (متى: 5: 17 - 19) لكن بولس نقض هذه الوصايا وعلم الناس إبطال الناموس، فحق عليه أن يبقى أصغر في ملكوت السماوات " جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة. قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة " (غلاطية 3: 10 /5: 4).
وهذا النوع من التغيير في تعاليم الإنجيل هو من أجل بث عقيدة جديدة في الإيمان والتي سيتم إقرارها في مجمع نيقية، وهي فكرة الخلاص وكفاية الإيمان عن العمل، وبالتالي التحلل من الشريعة، فالمسيح في الأناجيل يدعو إلى العمل وبين أن الإيمان وحده لا يكفي، وفي هذا تقول موعظته:
بينما بولس خالف هذه التعاليم ودعا إلى فصل الإيمان عن العمل وأن العمل عبث، ففي رسالته إلى أهل غلاطية يقول: " نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح أن يتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. " (غلاطية 2: 16)
هذه الأمور التي استحدثها بولس تساعدنا على فهم الانحراف الذي وقع في العقيدة المسيحية وكان المباشر لهذه العملية بولس نفسه، ووافق هذا الأمر أن جاءت سلطة رومانية ترسم هذه المعتقدات على حساب المعتقدات الحقة التي بثتها الأناجيل ورسائل الرسل الشرعيين بعد المسيح كما تشير إلى ذلك الدراسات التي حققت في التراث المسيحي.
" فالمسيح قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية وكذلك نظرتها الروحية وما يتعلق بالسلوك الإنساني أما مبادئ اللاهوت فهي من صنع بولس. "[5] لذلك يعد شريكا للمسيح في بناء الفكر الديني المسيحي، بل إن بولس هو الذي جعل المسيح إلها ووضع بذرة الحديث عن لاهوت وناسوت المسيح، وما شاكل ذلك من أفكار هللينية الممزوجة بأساطير الإغريق والديانات السرية وذلك في رسائله التي كتبت وذاعت قبل كتابة أقدم الأناجيل بأكثر من عشرين عاما إذ قال بولس : " المسيح... الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد." (رومية 9:5)
مجمع نيقية وإقرار العقائد:
في سنة 325 للميلاد انعقد مجمع الأساقفة المسيحيين لكي يجمعوا أمر أتباع المسيحية على رأي موحد حول المسيح والدين المسيحي بعد أن تشعبت الآراء والتصورات بل تناقضت بين توحيد وتثليث، وكان هذا الأمر في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين أغوسطينيوس حضر هذا المجمع 2048 أسقفا، فيهم ثلثان موحدون يتزعمهم أسقف نيقوميديا أو الإسكندرية آريوس وثلث من الأساقفة يعتقدون التثليث و يرون أن المسيح إله تام متحد الجوهر مع الله، يتزعمهم آثاناسيوس من نصارى الإسكندرية، انتهى الأمر إلى إقرار التثليث من ذلك الوقت وأعلن قانون الإيمان المسيحي المعتمد حاليا في الكنائس المسيحية كلها، رجحت كفة التثليث لأن الإمبراطور تبنى رأي مواطنه بابا روما الذي مال مع آثاناسيوس.
طرد من المؤتمر أكثر من 700 أسقفا موحدا. وقتل بعضهم وعلى رأسهم آريوس . وتحققت نبوءة المسيح الواردة في إنجيل يوحنا " سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله. وسيعملون هذا بكم لأنهم لا يعرفوا الأب ولا يعرفوني." ( يوحنا 16: 2 – 3.).
إن التوحيد هو القاعدة الأولى من قواعد العقيدة، أما التثليث فإنه انحراف عن هذه القاعدة لذلك نجد من الصواب أن نتكلم عن التثليث باعتباره حركة متأخرة ظهرت ضد التوحيد، بدلا من اعتبار هذا الأخير حركة دينية جاءت لتقاوم التثليث.
إن أغلب المسيحيين لم يقبلوا التثليث، ونجد ترتليان(200م) الذي كان أول من أدخل تعبير التثليث في التفكير المسيحي، مسؤولا عن الفقرة التي تقول أن في أيامه كان غالبية الشعب ينظرون إلى المسيح باعتباره إنسانا "[7] هذه تصريحات رسمية تكشف عن تاريخية العقيدة المسيحية الحالية التي شرعت بمرسوم واتفاق مما يجعلها لا ترقى إلى مستوى الإعتقاد، ذلك أن دافعها مصلحة اجتماعية سياسية لا مبدأ وجوديا يكشف عنه بأدوات معرفية نبوية أو عقلية . من الجدير التنبيه له أن قانون الإيمان المسيحي يحدد دلالة المفاهيم المطروحة للبحث بشكل يختلف عنه إذا تعاملنا معها وفق التوحيد المسيحي المعتمد لدى المسيحية الأولى.
الألوهية:
يخضع تصور الألوهية في الديانة المسيحية إلى اضطراب يترك الفراغ لتأويل المعنى على وجه الاحتمال، نعم هو واحد - وبهذا الإقرار لا تخرج المسيحية عن ديانات التوحيد الكبرى كاليهودية و الإسلام - غير أن التوحيد هو بنحو عددي يفتح مجال امام التركيب، فهو واحد وثلاثة في الوقت نفسه، هذا بالنسبة للمسيحية التي أقرها مجمع نيقيا، أما العقيدة التي كان عليها آريوس فهي التي أقرت بالتوحيد الحقيقي الذي يجعل من الإله واحدا أحدا، هو الأزلي وحده، وان الابن ليس أزليا، ولكنه خلق من خلق الله أوجده الله من العدم كان آريوس وجماعته يقولون :" الله، الواحد الأحد، القائم وحده، هو الوحيد الذي لم يولد، ليس له بداية أو نهاية لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه، وليس له معادل أو مكافئ على الإطلاق."[8].
في الصيغة إقرار بالوحدانية المطلقة التي لا تقيدها ماهية ما، وهي المعبر عنها في الفلسفة بالوحدة الحقيقة أو الوحدة غير العددية؛ الواحد الذي لا يقبل الثاني في حين ان العقيدة المسيحية مع مجمع نيقية أو تعاليم بولس تشذ عن هذا المسار، فالصيغة التي أقرها مجمع نيقية والتي فرضها لإسكندر تقول: دائما إله، دائما إبن وفي نفس الوقت أب، وفي نفس الوقت ابن، الابن أزلي غير مخلوق، قد يقبل من هذه الصيغة أزلية المسيح وكونه غير مخلوق لأن هذا لا يتعارض مع التوحيد الحق و لأن الأزلية هي اعتبار زمني ولا علاقة له بالذات الإلهية كذات بمعنى لا يخل بالإطلاق الثابت للإله، لكن أن يكون للإله مرتبتين مخختلفتين بشخصين مختلفين وهما واحد هذا ما يتعارض مع الوحدة الحقة الحقيقية، الثابتة له .
أبوة الإله في المسيحية:
الأبوة في المسيحية تؤخذ بنحوين، فإما تفهم بنحو الخالق وهنا يصبح الإله أبا للكل ولا خصوصية للمسيح في ذلك وبالتالي كل الناس أبناؤه أو على الأقل لا ينفرد السيد المسيح بالبنوة له، فقد ورد في التوراة وصف الله بلفظ الأب مثلا في سفر أشعيا ورد " و الآن يا رب أنت أبونا نحن الطين وأنت عاملنا و كلنا عمل يديك "( أشعيا 64: 8) فأبوة الإله هي بمعنى الصنع أي الخلق، فكذلك الأب في السريانية يعني الله وهي اللغة الآرامية التي كان يتكلم بها السيد المسيح. والمعنى اللغوي الدقيق للفظ آب هو إعطاء الشيء أي إيجاده لكن الكنيسة في مفهومها عن المسيح فسرت لفظ الآب بمعنى أن له إبنا وحيدا فاستعاضت عنه لفظ الوالد بدل الأب وفق التداول اللغوي في اللغة الآرامية، لغة المسيح (ع) ،الذي كان يعني خالق الكائنات أو مكون الموجودات، وفرق بين الإيجاد والولادة، لأن الولادة يراعى فيها التجانس في المرتبة بين الوالد والمولود حتى وإن كان هناك سابق ولاحق علة ومعلول، بينما الإيجاد فيه تمايز في طرفيه المتضايفين بالرتبة واجد وموجود، " الرب إلهنا إله واحد وليس آخر سواه "(مرقس 13: 30 – 31 ).
في مسيحية قانون الإيمان المسيحي الله واحد في الجوهر له ثلاث أقانيم هو الآب (الوجود) والإبن (العلم)والروح القدس(الحياة) يقول القديس غريغوريوس الثيولوغوس : " إذا نظرنا إلى الذات الإلهية بمعنى الأبوة والوجود كان اقنوم الآب هو الإله، وإذا نظرنا إلى الذات الإلهية بمعنى العقل النطق كان أقنوم الابن هو الإله، وإذا نظرنا إلى الذات الإلهية بمعنى الحياة كان أقنوم الروح القدس هو الإله، فكل واحد من الخواص الثلاثة أعني الأقانيم الثلاثة هو الله ولا يلزمنا القول بثلاثة آلهة إذا كانت الذات واحدة"[9] . إذن فالتعامل مع الإله في إطار فلسفة الأقانيم الثلاثة لا يميز الذات الإلهية عن مرتبة الخلق، ويمنعها من أهم صفة كمال وهي الفردانية والقهارية بحيث يقتسم المرتبة مع ذوات أخرى، وأي معنى يمكن تحميله للأبوة سواء الروحانية وهو المعنى الذي تختاره الكنيسة حتى تضفي طابعا روحانيا للعلاقة بين المسيح والله أو بمعنى الولادة المادية فهي سواء، لأن المشكلة تكمن في تنزيه ذات الإله في الوحدة بأن تكون له وحدة مطلقة، لا عددية.
فمثلا قرار الفاتيكان سنة 1929 يقرر الألوهية على النحو التالي: " أن الله (الآب) هو الأقنوم الأول في اللاهوت، في رتبة الوظيفة والعمل، وأنه بكيفية لا تدرك، وهو الأب للابن الوحيد بالولادة الأزلية، وأن منه ومن الآب ينبثق الروح القدس، وأنه في وحدة وشراكة متبادلتين مع الإبن والروح القدس، وأنه المبدع الأصلي في الخلق والفداء "[10] لا حل للمشكلة وبالتالي يظل الإله بالطرح اللاهوتي الرسمي للمسيحية ،في حاجة لشراكة لكي يظهر بكماله الكلي فهو لا يخلو من التركيب وذلك ما يتعارض مع الغنى و التعالي المطلق، فلا يكفي الأزلية والصنع في التعبير عن الكمال المطلق ما لم يتميز في الحقيقة عن كل ما سواه فإما أن تكون الأقانيم هي هو أو لا هو والأول يبطل كينونتها بالنظر إلى الوحدانية والثانية تجعل من الأقانيم غير والغير إذا ما لوحظ فيه علاقته بالإله فهو فقير ولا شراكة له للإله بما هو كذلك.
الوحي:
الوحي في اللغة من وحى إليه، وحيا بمعنى أشار وأومأ وكلمه بكلام يخفى على غيره، فالوحي بمعنى الإشارة، والكتاب، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفي[11] المعنى الذي يجمع حوله أهل اللغة فيما يخص الوحي هو الإعلام في خفاء، فالأصل في الوحي الخفاء بحيث يخفى على الغير. وفي الاصطلاح حسب ما ورد في دائرة المعارف البريطانية " يستخدم لفظ الوحي في اللاهوت ليدل على الحالة التي يكون فيها الإنسان تحت التأثير الإلهي المباشر، ويعني الوحي تجرد الإنسان ليكون في قبضة الإله، بحيث يصير هذا الإنسان هو الطريق أو القناة التي يسري فيها وحي الله من كلام ومشيئة"[12] هنا الإنسان يصبح القناة التي ينزل فيها المر الإلهي كلاما يشعر به في نفسه يعلمه من الله أو إذن بفعل معين يقوم بنحو خارق كما حدث مع المسيح من إحياء للموتى.
تعترف المسيحية بطرق الوحي التي وردت في العهد القديم وهي كالتالي:
- كلام الله إلى الأنبياء: ويكون بسماع صوت الرب بصفة حسية ومباشرة ويصل هذا الوحي عن طريق شخص منظور يكون ملاكا أو في صورة إنسان وقد يكون الشخص هو الرب نفسه.
- الرؤى والأحلام: في العهد القديم الرؤيا هي الصفة الغالبة للأنبياء.
- الوحي عن طريق الملائكة: كان الوحي يصل إلى الأنبياء كذلك عن طريق أشخاص منظورين وهم الملائكة في صور بشرية تخاطب البشر.
- وهناك طرق أخرى كان يسمع الصوت ولا يرى الشخص...
ونضيف طريقا جديدا لم يكن من قبل وهو طريق خاص بالمسيح باعتباره ابن الله الوحيد حسب اعتقاد المسيحية "النيقيوية"ففي الرسالة إلى العبرانيين من العهد الجديد:" الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء"(الرسالة إلى العبرانيين1: 1-2) . هذه الطريق تكون بحلول روح الله على العبد فتتغير حالته بطبيعته فيتكلم بالوحي " وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أعمال الرسل 2:4- 5 ) فالروح هنا قد حل في تلاميذ المسيح فأصابتهم حالة الوحي.
خلاصة الكلام في الوحي أنه الإنباء بنحو روحاني فيه يتلقى النبي أو العبد الصالح كلاما يسمعه أو يحل فيه بحيث يكون هو الناطق بغير اختيار منه أو شعور، فحتى الوحي لم ينفك عن السياق العام للطرح العقائدي الذي يجعل من الإله ينصبغ بصبغة محسوسة من جهة تبني المسيحية لمفاهيم العهد القديم، وأضافت مفهوم الوحي على سبيل الحلول والسريان.وهذا إيغال في التشبيه والنزول في المرتبة للإله.
النبوة:
فلفظ المرسل يشمل المسيح (ع) وتلامذته الإثني عشر وهم الحواريون " ينبغي أن أسير اليوم وغدا وما يليه لأنه لا يمكن ـن يهلك نبي خارج أورشليم، يا أورشليم، يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين: (لوقا 13: 33) فالفرق بين النبوة والرسالة هنا هو في الفارق بين التلقي والتبليغ ،وهنا نلمس تغيرا في التعامل مع النبوة والرسالة في المسيحية بين كتب الإنجيل القديمة وما جاء بعد تقرير قانون الإيمان المسيحي في مجمع نيقية، ففي الحالة الأولى تؤكد النصوص على المعنى الموافق للمعنى الذي تعطيه الديانات السماوية للنبوة والرسالة مع فارق له علاقة بتصور الألوهية من حيث التنزيه والتشبيه بين دياينات اليهودية والمسيحية من جهة وديانة الإسلام من جهة أخرى، لكن بعد مجمع نيقية رفعت النبوة عن المسيح كما الرسالة بالمعنى الذي خلع على بقية الأنبياء والرسل.
محمد عزت الطهطوي، النصرانية في الميزان، دار القلم، دمشق، ط1، 1995، ص.29[1]
أحمد عبد الوهاب، اختلافات في تراجم الكتب المقدس،مكتبة وهبة، ط1، 1987، ص 77. [2]
نقلا عن، أحمد عبد الوهاب، اختلاف في تراجم الكتاب المقدس، ص 100 [3]
شخصية يعقوب ترد في الكتاب المقدس للنصارى وهو قريب المسيح رئيس الجماعة المسيحية في البداية ثم خلفه بطرس ثم يوحنا.*
المصدر نفسه، ص 100.[4]
أحمد عبد الوهاب، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس،ص 100.[5]
أحمد عبد الوهاب، اختلاف في تراجم الكتاب المقدس، ص 92.[6]
نقلا عن أحمد عبد الوهاب، المصدر السابق، ص 104.[7]
أحمد عبد الوهاب، المصدر السابق، ص 106. [8]
جورج بولس ،التوحيد والتثليث، درس ألقي في كنيسة السيدة العذراء والقديس مارجرجس، مدينة الشروق(د. ط ود.ت).[9]
دستور الكنيسة الإنجيلية، نقلا عن عبد الرزاق رحيم صلال الموحي، العبادات في الأديان السماوية، الأوائل، دمشق،ط1، 2001،ص151.[10]
ابن منظور، لسان العرب، دار المعارف الحديثة، تحقيق عبد الله علي الكبير.ج 53، ص 4787.[11]
نقلا عن ،أحمد عبد الوهاب، الوحي و الملائكة في اليهودية والمسيحية و الإسلام،دار النهضة العربية، القاهرة،ط 1979،ص 35.[12]
قاموس الكتاب المقدس، نقلا عن، عبد الرزاق رحيم صلال الموحي، المصدر السابق، ص151.[13]
اكتب تعليقا يدعم التدوينة ويساعدنا لتطوير خبرتنا