📁 آخر الأخبار

الفلسفة العملية عند الفارابي practical philosophy

الفلسفة العملية عند الفارابي

يعتبر الفارابي فس الفلسفة العملية أن السعادة هي غاية قصوى يتحراها كل موجود وهي في فحزاها استكمال الموجود قواه واستعداداته.

الفلسفة العملية عند الفارابي

الفلسفة الأخلاقية:

الأخلاق علم عملي يقوم على ممارسة الأفعال المحمودة واكتسابها حتى تصير ملكة خلقية.
الأخلاق الفردية عند الفارابي تتفرع عن السلوك اجتماعي ما يجعلها تخضع للعلم المدني أي السياسة.

دلالة السعادة عند الفارابي:

يستهل الفارابي تابه رسالة التنبيه على سبيل السعادة بقوله: " أما أن السعادة هي غاية كل ما يتشوقها كل إنسان، وأن كل من ينحو بسعيه نحوها، فإنما نحوها على أنها كمال ما. فذلك مما لا يحتاج في بيانه إلى قول، إذ كان في غاية الشهرة"

حقيقة السعادة:

يعتبر الفارابي من أشهر فلاسفة الفكر السياسي في الإسلام. إذ أن "الجزء الرئيسي والأكثر أصالة في فلسفته هو السياسة، وغاية المرام من الفعل السياسي عنده هي السعادة. وقد تناولها في العديد من كتب، وأهمها كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة وكتاب تحصيل السعادة. إذ يرى في كتاب تحصيل السعادة بأن السعادة هي سعادة المعرفة والمقصود بها هنا ليس سعادة الفرد بل سعادة الأمة.
الأمة لا تكون فاضلة إلا إذا حصلت الفضائل الأربعة:

1- الفضائل النظرية:

وهي العلم النظري الصحيح الذي هو آراء أهل المدينة الفاضلة؛ أو
مبادئ العلوم ومقدماتها وهو العلم بمبادئ الموجودات مثل معرفة السبب الأول الذي يفيض عنه الكل وبما أن الأمر لا يتعلق بالأفراد بل بالأمة؛ فإن الفضيلة النظرية لا تكفي؛ بل لابد من الفضائل الفكرية.

2- الفضائل الفكرية:

وهي “التي تستنبط ما هو أنفع في غاية ما فاضلة. يقول الفارابي: "فهذه الفضيلة الفكرية هي فضيلة فكرية مدنية... تستنبط الأنفع الأجمل المشترك لأمم أولأمة أو لمدينة"... وهذا يعني أن الفضائل الفكرية هي التي موضوعها ما يستنبطه أو يستخرجه الإنسان بفكره.
3- الفضائل الخلقية:
لكي تكون المدينة فاضلة يجب أن تتوفر على أخلاق؛ وتكون أخلاق أهلها وسجاياهم من الطبائع الملائمة سواء المكتسبة منها أو الفطرية التي جبل الإنسان عليها.

4- الفضائل العملية:

وهي أساسا العلم المدني. هذا هو برنامج الفارابي لتحصيل السعادة في المدينة؛ فلابد من هذه الفضائل الأربعة لكي تحصل الأمة السعادة. ويضفي كتاب تحصيل السعادة وسام شرف المرتبة على الفلسفة لأنها “أقدم العلوم وأكملها رئاسة؛ وسائر العلوم الرئيسية هي تحت رئاسة هذا العلم... علم العلوم وأم العلوم وحكمة الحكم وصناعة الصناعات.
في فلسفته الأخلاقية يتبنى الفارابي نظرية أرسطو القائلة بأن الفضيلة وسط بين رذيلتين.

تنتج السعادة إذا حصل كل فرد من المدينة فعله لذي يكون مفوضا إليه وذلك إما أن يكون علم ذلك من تلقاء نفسه أو يكون الرئيس أرشده إليه وحمله عليه؛ فتكسبه أفعاله تلك هيئات نفسائية جيدة؛ وهي هيئة نفسانية. وكلما داوم عليها أكثر، صارت أجود فيه أقوى وكان التذاذه بالهيئة الحاصلة في نفسه أكثر واغتباط نفسه على تلك الهيئة أشد .

كذلك الأفعال المقدرة المسددة نحو السعادة؛ فإنها تقوي جزء النفس المستعد بالفطرة للسعادة ويصير له ذلك بالفعل وعلى الكمال، فتبلغ من قوتها بالاستكمال الحاصل لها إلى أن تستغني عن المادة فتحصل متبرئة منها فلا تتلف بتلف المادة إذا صارت غير محتاجة في قوامها ووجودها إلى مادة فتحصل حينئذ لها السعادة.

الفلسفة السياسية:

الفلسفة السياسية 

يرى الفارابي أن الإنسان مدني بطبعه؛ ويعد الاجتماع الإنساني طريقا لتحصيل الكمالات التي هي مغروسة في النفوس بالقوة.
يقول الفارابي: "الإنسان لا يستطيع أن يبلغ كمالاته وحده بانفراده دون معاونة ناس كثيرين له وأن فطرة كل إنسان أن يكون مرتبطا فيما ينبغي أن يسعى له بإنسان أو أناس غيره."

يقسم الفارابي المجتمعات الإنسانية إلى كاملة وناقصة؛ فالكاملة منها مجتمعات عظمى وهي مجموعة الأمم والشعوب التي تتعاون فيما بينها لتحقيق سعادتها وغيرها وسطى ككل أمة على حدة . بينما الصغرى كالمدينة وهي أول مراتب الكمال في الاجتماعات الإنسانية.
أما المجتمعات الناقصة فهي التجمعات القرى والمحال والسكك والبيوت.

المدينة الفاضلة وأضدادها:

المدينة الفاضلة هي التي يكون الاجتماع فيها مؤديا إلى السعادة الحقيقية، يتصف أهل المدينة الفاضلة بالنظام والعلم وعشق الفضيلة مع تكامل أعضائها في الوظائف. أما أضداد المدينة الفاضلة فهي:

المدينة الجاهلة:

أهلها لا يعرفون السعادة الحقيقية ويتوهمونها في ممارسة اللذات الحسية وسلامة البدن؛ وفيها سبعة أنواع ؛ وهي الضرورية؛ من يقتصر أهلها على الضروري من العيش فقط الغذاء والتناسل. البدالة؛ أهلها منشغلون في جمع الثروة، مدينة الخسة والشقوة؛ يطلب أهلها اللذات الحسية لا غير. مدينة الكرامة يهتم أهلها بتحصيل المجد والكرامة. مدينة التغلب أهلها يعشقون السيطرة والتغلب على جيرانهم. المدينة الجماعية؛ يسيطر عليها روح الفردانية والحرية الفوضوية التي تخلو من التعاون والاحترام. مدينة النذالة، أهلها يجمعون الثروة ويبخلون بها على غيرهم.

المدينة الفاسقة:

يتصف أهلها بالعلم مع عدم العمل به؛ فأهلها يعرفون سبيل السعادة لكنهم يتبعون خلافه بحيث يعملون بعمل المدن الجاهلة.

المدينة المتبدلة:

أهلها فسدت آراؤهم وأفعالهم بعد أن اعتقدوا الأارء الحقة وعملوا الصالحات قبل.

المدينة الضالة:

أهلها ضلوا عن الصواب رئيسهم يخادعهم في اعتقاداتهم ويدعي أنه على اعتقاد حق وأنه يتلقى الوحي.

مدينة النوابت:

أهلها أشبه بالأشواك النابتة في الزرع يوجدون في المدينة الفاضلة لكنهم يعيشون خلاف السعادة والفضيلة. مثل المجرمين والمفسدين. وتسمى بمدينة النوابت لأنها تشكل إرهاصات سقوط المدينة الفاضلة.

نظام المدينة الفاضلة:

نظام المدينة الفاضلة
نظام المدينة الفاضلة

تقسم وظيفة أهلها بحسب رتبتهم في سلم القيم والفضائل وهي تشبه في الترتيب مراتب الوجود ومراتب البدن فهناك من يتمتعون بفضيلة الفكر والتعقل وهم الحكماء والأنبياء وهؤلاء لهم رياسة المدينة، ويليهم في الرتبة الجند والمحاربون الذين يتمتعون بالشجاعة والمجد مهمتهم حماية المدينة من الأخطار التي تتهددها، ويليهم في الرتبة الحرفيون والتجار الذين يضمنون لأهلها العيش والبقاء.

صفات الرئيس:

يتمتع رئيس لمدينة الفاضلة بخاصية الاتصال بالعقل الفعال فيضمن نظام المدينة ويهديها إلى سعادتها. وهذا الرئيس إما أن يكون نبيا حكيما أو حكيما لا نبيا: 'فيكون الله عز وجل يوحي إليه بتوسط العقل الفعال؛ فيكون ما يفيض من الله إلى العقل الفعال؛ يفيضه العقل الفعال إلى عقله المنفعل بتوسط العقل المستفاد أي عقل الرئيس؛ ثم إلى قوته المتخيلة فيكون مما يفيض منه إلى عقله المنفعل حكيما فيلسوفا ومتعقلا على التمام؛ وبما يفيض منه إلى قوته المتخيلة نبيا منذرا بما سيكون ومخبرا بما هو الآن من الجزئيات بوجود يعقل في الالهي".

يتميز النبي بخاصية هي أنه يتمكن من رؤية الوحي والسماع منه في حال اليقظة والنوم وهو يخبرنا بالمستقبل أي ينبئ أهل مدينته بالأخبار المستقبلة وبما يصلح أحوالهم فهو الشخص الذي يتمتع بقوة نفسية قدسية.

تعليقات