![]() |
مراتب التوحيد |
مراتب التوحيد:
قد يقع إشكال عقائدي عندما نفهم مفردة التوحيد بالمعنى اللغوي لها، وخاصة عندما يكون التكليف بالتوحيد هو عنوان كوننا مسلمين ويتدرج وجوب التكليف بها حتى في أعلى مقامات الوصول، بحيث لا تنفك عن العابد مهما كان، يكمن هذا الإشكال في فهم التوحيد بمعنى جعل الكثير واحدا، بمعنى يخرج به من الكثرة إلى الوحدة، وهذا لا يتعقل، لأن منطلق عقيدة المسلم هو التعامل مع الحقيقة الواحدة للإله.
لكن المشكلة التي تواجهنا في هذا المقام، هي أن المطالبة بالتوحيد هو تحصيل الحاصل، وأمر لا يليق كتكليف، ويرد على هذا الإشكال، بكون الكثرة الواجب رفعها هي في وهم العبد، لا في الخارج، والآلهة المطلوب منه نفيها قبل إثبات الإله الواحد الأحد هي في وهمه الحاكم على فكره وقلبه.
وبهذا الفهم يغدو التوحيد نفي تعلقات الإنسان وتوجهاته المتعددة التي حصلت له بفعل العادة نتيجة تعدد مطالبه وحاجاته، في إشارة إلى أن العبد يجد في قلبه عدة توجهات، بفعل تعدد حاجاته، وأن مطلق الحاجة عبادة بنحو من الأنحاء، لأن الحاجة فرع عن الفقر، والفقر أصل العبودية، لذلك عليه أن يوحد توجهه وميوله، إلى الإله الحقيقي بعد نفي الألوهية غير الحقيقية عن كل متعلقاته، فيجب على المكلف أن يوحد الله تعالى تصورا وتصديقا، على وفق ما هو عليه في الحقيقة، لذلك فإن صيغة التوحيد التي جاء بها الأنبياء (ع)، هي: لا إله إلا الله.
فكان التوحيد في الديانات السماوية إثبات الوحدانية لله تعالى بعد نفي كثرة الآلهة المتوهمة، لا الموجودة، وفي هذا مراتب، إما من جهة التصور والتصديق، أو من جهة التعقل والشهود، أو من جهة امتداد التوحيد في سلوك الإنسان وأخلاقه، وفي مراتب التوحيد بين المسلمين اختلاف يصل إلى حد إبطال التوحيد عن الفهم المخالف، حتى في فروعه، من جهة توحيد الصفات أو توحيد الأفعال، وانعكس هذا الاختلاف حتى على التوحيد في مستوى الذات لترابط مراتبه.
يبني العرفاء فهمهم للتوحيد على كون الوحدانية أمر مجرد عن تصور العبد، فهو واقع، وعلى العبد أن يتحقق بالأمر بأن يخرج من التحيز الذي هو أصل الشرك والكثرة غير الحقيقية، لذلك يرون أن " التوحيد في أصل اللغة جعل ما ليس بواحد واحدا، وإلا لكان تحصيل الحاصل، فهذا المعنى في الواحد الحقيقي لا يتصور؛ ولذلك قال:(التوحيد إثبات الاسم)، أي اسم ب مسنى، وحقيقة التوحيد أن يعرف أن الواحد لم يزل واحدا بلا توحيد موحد"[1].
يميز العرفاء ومنهم العارف بالله حيدر الأملي بين التوحيد الألوهي والتوحيد الوجودي، فالتوحيد الألوهي هو تكليف عوام المؤمنين والذي تكون صيغته (لا إله إلا الله)، وهذا التوحيد كما في الصلاة المشيشية توحيل لأنه يحجب صاحبه عن التوحيد الحقيقي، "وإن كان (علم التوحيد) المأخوذ عن دليل وبرهان هو من أشرف العلوم أيضا، غير أنه لا يتعدى طوره، فالحجاب غايته وعدم الإدراك نهايته"[2].
التوحيد الذي يتصف به أهل النظر لا يورث صاحبه يقين حضور الله تعالى، بل قد يتمادى صاحبه في المعصية والسبب الأساسي في ذلك، أن توحيد أهل النظر لا يتناقض مع الغفلة، بينما شرط التوحيد العرفاني هو القطع مع الغفلة لأنه لا غفلة مع حضور[3]، لذلك يجعلون الذكر مقدمة ذلك ويستمر معهم الذكر إلى أن يتحقق السالك، بفنائه في التوحيد، فلا يقر له قرار حتى يكون هو ذاته مظهر التوحيد، بفعل الحضور، كما أن التوحيد بعمل الذهن لا يستقيم، فنحن لسنا أمام كثرة حقيقية، نريد أن نوجد اشتراكا بين عناصرها في مستوى الذهن، بل الأمر على الحقيقة واحد، وهو عين الوجود الحق، الذي لا يتناهى في وحدانيته، بمعنى لا حد له، وهذا مما يتعارض مع الإدراك الذهني.
فكان التوحيد في الديانات السماوية إثبات الوحدانية لله تعالى بعد نفي كثرة الآلهة المتوهمة، لا الموجودة، وفي هذا مراتب، إما من جهة التصور والتصديق، أو من جهة التعقل والشهود، أو من جهة امتداد التوحيد في سلوك الإنسان وأخلاقه، وفي مراتب التوحيد بين المسلمين اختلاف يصل إلى حد إبطال التوحيد عن الفهم المخالف، حتى في فروعه، من جهة توحيد الصفات أو توحيد الأفعال، وانعكس هذا الاختلاف حتى على التوحيد في مستوى الذات لترابط مراتبه.
يبني العرفاء فهمهم للتوحيد على كون الوحدانية أمر مجرد عن تصور العبد، فهو واقع، وعلى العبد أن يتحقق بالأمر بأن يخرج من التحيز الذي هو أصل الشرك والكثرة غير الحقيقية، لذلك يرون أن " التوحيد في أصل اللغة جعل ما ليس بواحد واحدا، وإلا لكان تحصيل الحاصل، فهذا المعنى في الواحد الحقيقي لا يتصور؛ ولذلك قال:(التوحيد إثبات الاسم)، أي اسم ب مسنى، وحقيقة التوحيد أن يعرف أن الواحد لم يزل واحدا بلا توحيد موحد"[1].
يميز العرفاء ومنهم العارف بالله حيدر الأملي بين التوحيد الألوهي والتوحيد الوجودي، فالتوحيد الألوهي هو تكليف عوام المؤمنين والذي تكون صيغته (لا إله إلا الله)، وهذا التوحيد كما في الصلاة المشيشية توحيل لأنه يحجب صاحبه عن التوحيد الحقيقي، "وإن كان (علم التوحيد) المأخوذ عن دليل وبرهان هو من أشرف العلوم أيضا، غير أنه لا يتعدى طوره، فالحجاب غايته وعدم الإدراك نهايته"[2].
التوحيد الذي يتصف به أهل النظر لا يورث صاحبه يقين حضور الله تعالى، بل قد يتمادى صاحبه في المعصية والسبب الأساسي في ذلك، أن توحيد أهل النظر لا يتناقض مع الغفلة، بينما شرط التوحيد العرفاني هو القطع مع الغفلة لأنه لا غفلة مع حضور[3]، لذلك يجعلون الذكر مقدمة ذلك ويستمر معهم الذكر إلى أن يتحقق السالك، بفنائه في التوحيد، فلا يقر له قرار حتى يكون هو ذاته مظهر التوحيد، بفعل الحضور، كما أن التوحيد بعمل الذهن لا يستقيم، فنحن لسنا أمام كثرة حقيقية، نريد أن نوجد اشتراكا بين عناصرها في مستوى الذهن، بل الأمر على الحقيقة واحد، وهو عين الوجود الحق، الذي لا يتناهى في وحدانيته، بمعنى لا حد له، وهذا مما يتعارض مع الإدراك الذهني.
إذ كما سبق ذكره، أن الوجود الواحد هو عين الخارجية وإدراكه في مستوى الذهن هو قلب لحقيقته، وقلب الحقائق محال، فلم يبق إلا فهم التوحيد بمعنى رفع التحيز الوهمي بالفناء أو الخروج من بيت الكثرة وهو النفس، ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله (النساء/ 100)، لأن "الشيء الذي هو عين الخارجية، ليس بالإمكان تبديله إلى أمر ذهني. من هنا يظهر أن حقيقة الوجود ليست ذات وجود ذهني، والشيء الذي ليس له وجود ذهني، لا يوصف بالكلي ولا بالجزئي.. والشيء الذي هو بذاته بسيط ومتشخص، لا بد وأن يكون منزها عن صفات الماهية"[4].
أما التوحيد الوجودي وهو أعمق من الأول إذ هو توحيد الخواص الذي لا مجال فيه لثان في صفحة الوجود، صيغته (لا موجود في الحقيقة إلا الله)، وهذا في الحقيقة هو ترجمة أنطولوجية للتوحيد الألوهي، بحيث ينفي العارف إنيته التي بفنائها يفنى الكل ويبقى الحق تعالى متفردا في الوجود ولا موجود معه: "ولا تنفي إلا هذه الإنية؛ وهومعنى "لا إله" ثم تثبت الحق سبحانه وتعالى في باطنك ثانيا وهو عين "إلا الله" "[5] فهذا الشيخ العلاوي يقرأ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) يمعنى أن " لا موجود على الاطلاق إلا الله وقولنا نافية للجنس أي للغير أو تقول لما سوى الله في الجملة لأن العارفين إذا قال أحدهم لا إله إلا الله فلا يجد إلا الله حقيقة لا مجازا"[6]. ففيها نفي وإثبات والنفي يتعلق بما ليس له ثبوت والإثبات يشمل ما لا يزول وهو الوجود الحقيقي والواحد: " اعلم أن لا إله إلا الله يندرج تحت لفظها الوجود بأسره أي الوجود الكلي والوجود الجزئي أو تقول الوجود الحقيقي والوجود المجازي أو تقول وجود الحق ووجود الخلق فيدخل وجود الخلق تحت لا إله والمعنى أن كل ما خلا الله باطل أي منفي لا إثبات له، ويدخل وجود الحق تحت قولنا إلا الله"[7].
وعليه فإن من السبل المؤدية إلى هذا الذوق الذكر مع تحقق شرائطه من حضورواستغراق في المذكور تعالى، "بالذكر يزول الأين ويتلاشى البين وتحذف الضمائر وتفشى فيه السرائر، ولم يدر الذاكر أنه هو المذكور أم هو الذاكر"[8]. وهذه الحالة من الوحدة تتم بعد التدرج حال الذكر من ذكر الاسم إلى الشعور بحضور المسمى الذي حقيقته لا يثبت معه وجود إذ هو الوجود المطلق، "ويكون لهم الاستئناس أولا بالاسم ثم يصير بالمسمى، لأن الاسم دليل على المسمى، فمن اشتغل به، فلابدّ أن يأخذه إلى مسماه، ولهذا اشتغلت به هذه الطائفة حتى تخلصوا من كل ما سواه"[9].
وحدة الوجود الشخصية العرفانية هي ثمرة توحيد عملي يطوي العارف فيها سبيلا على ثلاثة مراحل أو مقامات هي بمثابة سفر في عالم الوجوب من التوحيد الأفعالي إلى التوحيد الصفاتي ثم وأخيرا إلى التوحيد الذاتي، " وحاصل الأمر أن القوم انقسموا على ثلاثة أقسام، القسم الأول منهم يرى أن لا فاعل إلا الله ويتحقق بمعنى الوحدانية في الأفعال من طريق الكشف لا من طريق الاعتقاد... والقسم الثاني يتحقق بحقيقة الوحدانية في الصفات... فيجد لا سميعا ولا بصيرا ولا حيا ... إلا الله ويراعي الصفات في سائر المكونات من طريق العيان لا من طريق البرهان... والقسم الثالث هم الذين تحققوا بحقائق الوحدانية في الذات فحجبوا عما سوى ذلك من المكونات... لم يجدوا هنالك فسحة تظهر فيها المكونات قالوا لا موجود في الحقيقة إلا الله حيث فقدوا ما سواه فهؤلاء هم الذاتيون والعارفون والموحدون"[10] " وما سوى هؤلاء الموحدين ـ عند الشيخ العلاوي ـ غافلون لم يذوقوا طعم التوحيد ولا استشفوا رائحة التفريد، لأن التوحيد أمر فوق أن تحمله الأوراق، أو تتلفظ به الأشداق، التوحيد بهذه الخاصية موطنه أسرار العارفين وقلوب العشاق.
[1] عين القضاة الهمداني، شرح كلمات بابا طاهر العريان، مسائل حكمية في المعارف والمشاهدات الربانية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2007، ص 149.
[2] أحمد بن مصطفى العلاوي، المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية، ج1، ص 137.
[3] أنظر: غلام حسين الإبراهيمي الديناني، حركة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج2، ص 276.
[4] المرجع السابق، ص 276.
[5] الهندي، فضل الله، مصدر سابق، ص 214.
[6] أحمد بن مصطفى العلاوي، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية، ص 67.
[7] المصدر نفسه، ص ص 65 -66.
[8] أحمد بن مصطفى العلاوي، المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية، ج1، ص 163.
[9] المصدر السابق، ص 153.
[10] أحمد بن مصطفى العلاوي، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية، ص 41 -42.
أما التوحيد الوجودي وهو أعمق من الأول إذ هو توحيد الخواص الذي لا مجال فيه لثان في صفحة الوجود، صيغته (لا موجود في الحقيقة إلا الله)، وهذا في الحقيقة هو ترجمة أنطولوجية للتوحيد الألوهي، بحيث ينفي العارف إنيته التي بفنائها يفنى الكل ويبقى الحق تعالى متفردا في الوجود ولا موجود معه: "ولا تنفي إلا هذه الإنية؛ وهومعنى "لا إله" ثم تثبت الحق سبحانه وتعالى في باطنك ثانيا وهو عين "إلا الله" "[5] فهذا الشيخ العلاوي يقرأ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) يمعنى أن " لا موجود على الاطلاق إلا الله وقولنا نافية للجنس أي للغير أو تقول لما سوى الله في الجملة لأن العارفين إذا قال أحدهم لا إله إلا الله فلا يجد إلا الله حقيقة لا مجازا"[6]. ففيها نفي وإثبات والنفي يتعلق بما ليس له ثبوت والإثبات يشمل ما لا يزول وهو الوجود الحقيقي والواحد: " اعلم أن لا إله إلا الله يندرج تحت لفظها الوجود بأسره أي الوجود الكلي والوجود الجزئي أو تقول الوجود الحقيقي والوجود المجازي أو تقول وجود الحق ووجود الخلق فيدخل وجود الخلق تحت لا إله والمعنى أن كل ما خلا الله باطل أي منفي لا إثبات له، ويدخل وجود الحق تحت قولنا إلا الله"[7].
وعليه فإن من السبل المؤدية إلى هذا الذوق الذكر مع تحقق شرائطه من حضورواستغراق في المذكور تعالى، "بالذكر يزول الأين ويتلاشى البين وتحذف الضمائر وتفشى فيه السرائر، ولم يدر الذاكر أنه هو المذكور أم هو الذاكر"[8]. وهذه الحالة من الوحدة تتم بعد التدرج حال الذكر من ذكر الاسم إلى الشعور بحضور المسمى الذي حقيقته لا يثبت معه وجود إذ هو الوجود المطلق، "ويكون لهم الاستئناس أولا بالاسم ثم يصير بالمسمى، لأن الاسم دليل على المسمى، فمن اشتغل به، فلابدّ أن يأخذه إلى مسماه، ولهذا اشتغلت به هذه الطائفة حتى تخلصوا من كل ما سواه"[9].
وحدة الوجود الشخصية العرفانية هي ثمرة توحيد عملي يطوي العارف فيها سبيلا على ثلاثة مراحل أو مقامات هي بمثابة سفر في عالم الوجوب من التوحيد الأفعالي إلى التوحيد الصفاتي ثم وأخيرا إلى التوحيد الذاتي، " وحاصل الأمر أن القوم انقسموا على ثلاثة أقسام، القسم الأول منهم يرى أن لا فاعل إلا الله ويتحقق بمعنى الوحدانية في الأفعال من طريق الكشف لا من طريق الاعتقاد... والقسم الثاني يتحقق بحقيقة الوحدانية في الصفات... فيجد لا سميعا ولا بصيرا ولا حيا ... إلا الله ويراعي الصفات في سائر المكونات من طريق العيان لا من طريق البرهان... والقسم الثالث هم الذين تحققوا بحقائق الوحدانية في الذات فحجبوا عما سوى ذلك من المكونات... لم يجدوا هنالك فسحة تظهر فيها المكونات قالوا لا موجود في الحقيقة إلا الله حيث فقدوا ما سواه فهؤلاء هم الذاتيون والعارفون والموحدون"[10] " وما سوى هؤلاء الموحدين ـ عند الشيخ العلاوي ـ غافلون لم يذوقوا طعم التوحيد ولا استشفوا رائحة التفريد، لأن التوحيد أمر فوق أن تحمله الأوراق، أو تتلفظ به الأشداق، التوحيد بهذه الخاصية موطنه أسرار العارفين وقلوب العشاق.
[1] عين القضاة الهمداني، شرح كلمات بابا طاهر العريان، مسائل حكمية في المعارف والمشاهدات الربانية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2007، ص 149.
[2] أحمد بن مصطفى العلاوي، المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية، ج1، ص 137.
[3] أنظر: غلام حسين الإبراهيمي الديناني، حركة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج2، ص 276.
[4] المرجع السابق، ص 276.
[5] الهندي، فضل الله، مصدر سابق، ص 214.
[6] أحمد بن مصطفى العلاوي، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية، ص 67.
[7] المصدر نفسه، ص ص 65 -66.
[8] أحمد بن مصطفى العلاوي، المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية، ج1، ص 163.
[9] المصدر السابق، ص 153.
[10] أحمد بن مصطفى العلاوي، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية، ص 41 -42.
اكتب تعليقا يدعم التدوينة ويساعدنا لتطوير خبرتنا